في قلب المؤامرة: هكذا يُحاك هدم المسجد الأقصى تحت أعين العالم الصامت (فيديو)

قاف الاخباري _ في ظل صمت دولي مطبق وتواطؤ إعلامي فج تتصاعد في الآونة الأخيرة الدعوات الصريحة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة لهدم المسجد الأقصى المبارك
تمهيداً لإقامة ما يُسمى بـ”الهيكل الثالث” على أنقاضه هذه الدعوات لم تعد محض همسات متطرفة في زوايا المعابد بل باتت تصريحات علنية تنطلق من داخل الكنيست الإسرائيلي وتروج لها جهات دينية وسياسية عبر قنوات رسمية وغير رسمية
ولعل أكثر ما يثير الريبة هو حجم التمويل والدعم الإعلامي الذي تتلقاه هذه الحملات التي لم تكتف بالدعوة لهدم الأقصى بل تجاوزت ذلك إلى بث عشرات المقاطع المصورة التي تُظهر تصاميم معمارية ثلاثية الأبعاد لما يزعمون أنه “الهيكل الموعود”
حيث يتم تصوير هذه المنشآت وكأنها قائمة بالفعل ومهيأة للافتتاح في أية لحظة مترافقاً ذلك مع دعاية دينية تستند إلى نصوص من التوراة مثل ما ورد في سفر حزقيال الإصحاحات من الأربعين إلى الثامن والأربعين والتي تتضمن وصفاً دقيقاً لمواصفات الهيكل وشكله وموقعه
كما يستشهد المتطرفون بما جاء في سفر إشعياء
“لأنه بيتي بيت الصلاة يُدعى لكل الشعوب”
زاعمين أن هذا الوعد لا يتحقق إلا ببناء الهيكل المزعوم على جبل الهيكل أي على أنقاض المسجد الأقصى المبارك
ومن اللافت أن ما كان يُعتبر في السابق تطرفاً هامشياً بات اليوم يحظى برعاية مؤسساتية واضحة حيث تنشط منظمات مثل “حركة أمناء جبل الهيكل” و”معهد الهيكل” و”نساء من أجل الهيكل” في تنظيم اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى تحت حماية جنود الاحتلال
ويقومون ايضا بتوزيع منشورات للأطفال اليهود تحثهم على الصلاة من أجل “عودة الهيكل” بل وتعليمهم كيفية تقديم القرابين كما في الأيام التوراتية حسب مزاعمهم والأخطر من ذلك أن هذه المجموعات تُصور للعالم أن بناء الهيكل أمر وشيك لا ينقصه سوى إزالة البناء القائم حالياً في إشارة مباشرة إلى نيتهم هدم المسجد الأقصى
وبات واضحاً أن هذه المخططات لم تعد افتراضية أو مؤجلة بل هي مشروع عملي يتقدم يوماً بعد يوم مدفوعاً بخطاب كراهية ممنهج وتواطؤ سلطات الاحتلال التي لا تتردد في قمع كل صوت فلسطيني يدافع عن قدسية المكان وتحاول هذه الجماعات المتطرفة أن تمنح مشروعها غطاء دينياً مغلفاً بلغة الخلاص والعودة إلى “المجد المفقود” عبر توظيف نبوءات توراتية مشكوك في تفسيرها وسياقها الزمني بل إنها تخالف حتى النصوص اليهودية التقليدية التي تحرم السعي لإقامة الهيكل قبل مجيء “المسيّا المنتظر”.
إلا أن التيار الصهيوني المسيّس تجاوز كل هذه العقبات الدينية ليمضي في مشروعه الاستيطاني الأشد خطراً منذ النكبة إن ما يجري اليوم في محيط المسجد الأقصى ليس مجرد انتهاك عابر بل هو مقدمة فعلية لجريمة تاريخية يجري التحضير لها على مرأى ومسمع من العالم أجمع وإن الصمت الدولي والعربي إزاء هذه المخططات المشؤومة لا يقل خطراً عن الجريمة ذاتها حيث تسير الأمور بخطى حثيثة نحو لحظة الانفجار الكبرى التي تسعى هذه الجماعات لاستغلالها لفرض أمر واقع جديد بقوة السلاح والدعاية والتمويل وإذا لم يتم تدارك الأمر فإن السيناريو الأخطر قد لا يكون بعيداً عن التنفيذ ليُضاف إلى جرائم الاحتلال جريمة جديدة تهز ضمير التاريخ والإنسانية معاً